مقابلة: المخرج الاماراتي علي مصطفى

علي مصطفى

نفي أن فيلمه (من ألف إلى باء)سياسي كما ينفي وجود خطوط حمراء في وجهه

يؤكد المخرج الاماراتي علي مصطفى أن لديه مطلق الحرية في تناول أي موضوع، مشيراً أنه لم يبتعد في تناوله للقصة عن الإمارات من خلال شخصيات عربية تعيش فيها. أما عن غياب البطل الإماراتي ممثلاً فيعيده إلى موضوع القصة، موضحاً أن كل العناصر في الفيلم إماراتية من الجهة الإنتاجية، وهذا الأهم في تحديد جنسية الفيلم، إلى العمليات الفنية وأماكن التصوير، ويتحدث عن صعوبات واجهت عمله الحالي الذي استمر العمل عليه مدة 4 سنوات، إلا أنه يكشف عن وجود عروض جديدة للعمل في الدراما الإماراتية موضحاً أن أمامه أكثر من عرض لإخراج مسلسلات إماراتية. في الدورة الأخيرة لمهرجان ابو ظبي السينمائي التقيت المخرج الإماراتي وحاورته عن كل النقاط التي تناولها في فيلمه.

علي مصطفى الكل سأل في أول انطباع بعد الفيلم أين البطل الإماراتي في الفيلم؟، أنا شخصياً أجبت البطل هو علي مصطفى ولماذا يجب أن يكون هناك بطل إماراتي في فيلم كل عناصره إماراتية؟
في الوقع سألوني هذا السؤال، وأحدهم شخصية إماراتية أحبها. «كيف فيلم إماراتي ولا يوجد بطل إماراتي فيه»؟! فسألته هل من الضروري أن يكون هناك ممثل إماراتي؟. وأجبته: المخرج إماراتي، وصورنا معظم مشاهد الفيلم في أبوظبي، والتمويل إماراتي، إضافةً إلى أن مرحلة المونتاج، وما بعد مرحلة الإنتاج تمت في أبوظبي، ماذا تريد أكثر؟. من البداية حتى النهاية في الإمارات.

الأهم أن أبطال الفيلم هم من ولدوا وترعروا في الإمارات، فعندما سئل أحد الأبطال أنت محسوب على مين؟، أجاب: أنا محسوب على أبوظبي. وهذه رسالة بالغة الوضوح عن مدينة شديدة الترحاب بالعرب في ظل واقع عربي متردي، هل أنا محق في هذا؟
طبعاً. أولاً فيلم «دار الحي» كانت القصة إماراتية، وهذا الفيلم أحببت أن أتكلم عن الجنسيات العربية في أبوظبي، ولا يعني عدم وجود ممثل إماراتي خلف الكاميرا أن الفيلم غير إماراتي. وأعطيك مثالاً عن هوليوود التي تتعامل مع مخرج فرنسي والتصوير يتم في البرازيل على سبيل المثال لكن الفيلم أمريكي، لأن الإنتاج أمريكي والأمر نفسه يصلح في حالة فيلمي إذ أن المخرج إماراتي، والأهم أن التمويل من شركة «إيمج نيشن» و «twofour54» هو إماراتي.

تعقيباً على هذه القصة قيل إن علي مصطفى اكتفى من العمل مع شخصيات إماراتية بفيلمه الأول، وهنا أحب الذهاب إلى مطرح آخر.
أنا أحببت صناعة فيلم عربي، بشخصيات عربية موجودة في المنطقة.

بعض المشككين قالوا إن علي مصطفى بعد فيلمه الجريء «دار الحي» لديه خط أحمر في تناول أي موضوع إماراتي.
نعم و لا. نعم في «دار الحي» الناس لم تكن مستعدة أن ترى الشخص الإماراتي بنظرة نقدية، وهذا كان شيئاً صعباً. لكن الحمدلله الفيلم نجح وحقق مبيعات جيدة في صالات السينما. لكن هذا لا يعني أنني لن أصنع فيلماً آخر أتناول فيه البيئة الإماراتية، هذا خطأ. وأنا في فيلمي الأول تناولت قصة هندية وأخرى أوروبية داخل الفيلم أيضاً، لكن كمخرج أريد أن أخرج إلى العالم أكثر، وأنا أطمح للخروج إلى العالم ومنافسة هوليوود وبوليوود، وهذه مدعاة للتفكير بالأشياء من وجهة نظر أخرى، والعمل الحالي كان بمثابة تحدي للعمل على محتوى يتقاطع معي في مكان هو الإمارات.

نريد أن نطمئن جمهور علي مصطفى ألا خطوط حمراء وأن أحداً لا يمنع علي من صناعة أي فيلم يريد.
لا أبداً لا يوجد أي خط أحمر. أصلاً عندي الكثير من المؤسسات التي تكلمني لأصنع مسلسلات إماراتية.

متى سنرى علي مصطفى في الدراما؟
حالياً أفكر ماذا سأفعل السنة القادمة لأن مشروعي الحالي استغرق 4 سنوات من التحضيرات والعمل، وعندي كذا مشروع في هذا الخصوص، لكني بحاجة لبعض الوقت لأرتب الأمور.

بالحديث عن هوليوود وأمريكا نعرف أنك متأثر جداً بأفلام الحركة الأمريكية، وعندك علاقة بعالم السيارات من ناحية تجارية. كم ساعدت تجربتك في عالم السيارات في هذا الفيلم؟
أولاً عندما تتحدث عن رحلة فلا بد من وجود سيارة وعندما كلمت «رانج روفر» فهذا لأني سفير العلامة التجارية، وعرضت عليهم الفكرة، فوافقوا.

هل يعني أن «رانج روفر» و«نسكافيه» دفعوا المال واستثمروا في هذا الفيلم؟
طبعاً. أنت لا تستطيع أن تمشي في الشارع دون أن تصطدم باللوحات الإعلانية الضخمة للشركات، ففي كل ثانية تصورها من الصعب أن تحصل على إعلان ودعاية. وهذا ما يفيدنا في الفيلم ويفيدهم أيضاً.

أول فيلم كان عن «دبي» والآن تتناول فيلما في «أبوظبي» هل تخطط لجولات في إمارات الدولة.
(يضحك). ربما نجد التالي فيلماً في «رأس الخيمة» على سبيل المثال.

يبدو علي مصطفى أكثر المخرجين الإماراتيين قدرةً في الحصول على دعم مقارنة بغيره من المخرجين؟
لا في الواقع أخذت وقتاً كافياً لفيلمي الطويل وواجهت الكثير من الصعوبات. أن تعمل على فيلم 4 سنوات هذه مغامرة. أنا أوقف حياتي طيلة الفترة وأهتم بالمشروع كل الوقت. هناك بعض الأشخاص ينتظرون الدعم، لكن عليك دق الأبواب وانتظار الرد، وعليك ألا تمل من قرع الأبواب المغلقة.

أريد أن أتناول طريقة إدارتك للممثل فبالأمس عندما كنت على المنصة وتنادي على الممثلين شعرنا أن مخرجاً هيتشكوكياً على المسرح. طبعاً شعرنا أنك تداعبهم، لكن طريقتك كيف تناديهم كانت مباغتة.
(متفاجئاً). والله؟. في الواقع أنا استغربت أنهم غير موجودين على المسرح فهم الأبطال، وكنت أنادي أينكم؟. بالمناسبة أنا لا أتعامل هكذا أبداً مع الممثل بتاتاً، وأنا أحترم شغل الممثل لأنه رافعة العمل وعمله صعب جداً. الناس لا يعرفون خصوصية عملية التمثيل وأنا أحترمهم، فالممثل بثانية أو ثانيتين كما الممثل الذي الذي يلعب دور البطولة. لا فرق عندي أبداً.

هل تترك لممثليك مساحةً للارتجال أم أنك من صنف المخرجين الذي يحب أن يلتزم الممثل بالنص الذي أمامه؟
أنا أعطيهم الحرية. أنت يجب أن تحترم موهبة الممثل، وعندما يطرحها ويطلب منك أن يقولها بطريقته، أو يقترح شيئاً ونجرب.

شاهدنا إلى جانبك عدداً من الممثلين المخضرمين كعبد المحسن النمر، وسامر المصري ومها أبو عوف وخالد أبوالنجا، كيف تتعامل معهم، هل تشعر بالرهبة؟.
كما قلت لك سابقاً، أنا أتعامل مع الممثلين المخضرمين كما أتعامل مع أبطالي الشباب، ولا فرق عندي فالكل أمام الكاميرا ممثل، خالد وعلي أصحابي وكلمتهم وأخبرتهم أن لديهم مشهد قوي وأريدكم معي.

هل لأنهم أصدقاءك استعنت بهم أم أن المشهد كان مكتوباً خصيصاً لهم لأنهم أصدقاءك؟
طبعاً الناس الذين أعرفهم أرتاح للعمل معهم، لكن مثلاً فهد البتيري تعرفت عليه في الفيلم، وفادي وشادي كذلك، لكن سعود، وسامر وعلي سليمان ونواف وخالد هم فقط أصدقائي في الفيلم أما البقية فصاروا أصدقاء بعدها. يسرا اللوزي كانت أول مرة أعمل معها ومها أبو عوف كذلك أول مرة أعمل معها، لكن أنا لا مشكلة عندي. في الواقع أحس بصعوبة الموقف بالنسبة للممثلين، ولو وضعتني في الموقف نفسه لن أكون مرتاحاً للوهلة الأولى بينما لو كنت خلف الكاميرا فأنا جداً مرتاح، ولهذا ربما شاهدتموني مرتبكاً على المسرح قليلاً وأطلب العون من الممثلين الذين شاركوا معي.

رغم أن الكثيرين قد يتوقعون أن علي مصطفى هو شخصية تحب الظهور كونه سفير علامة تجارية ويظهر في الكثير من المناسبات الاجتماعية؟
أنا لا أحب أن أكون مركز الاهتمام. هذا صعب جداً بالنسبة لي، وعندما سرت على السجادة الحمراء كنت فخوراً بعملي بالطبع لكني لا أخفيك أني لم أكن مرتاحاً كفاية.

شاهدنا التواجد السعودي بفليم خليجي ونعرف حساسيات المنطقة العربية، كم كنت جريئاً بتناول شخصية سعودية بطريقة غير معتادة؟
أولاً فهد البتيري، ما شاء الله عليه، عنده برنامج على يوتيوب اسمه «لا يكثر» وعدد المتابعين ضخم، عدا عن طريقة تناول المواضيع التي يتم التحدث فيها في البرنامج، كما أني لا أرى فرقاً بيت التلفزيون والسينما واليوتيوب، وثانياً لو شاهدت مسلسل «طاش ما طاش» مثلاً لشاهدت كوميديا جميلة وجريئة في الوقت نفسه. السعوديون يتمتعون بخفة الدم.

لكن شبكة «روتانا» ستعرضه على التلفزيون، ألم يشكل هذا ضغطاً من نوع ما؟
بالعكس «روتانا» أحبوا الفيلم، وأنا سألت فهد البتيري عن الدور والشخصية ورأيه، فقال لا مشكلة عندي. أنا أعجبني الفيلم وسأشارك فيه، ويجب أن نري المشاهد في الخليج بعضاً مما يدور في فيلم روائي، ونحن لا نمثل الدولة بشكل رسمي، نحن نصنع فيلماً.

هل الليلة التي سبقت تحضير المشهد بين الشخصية السعودية والشخصية «الإسرائيلية» هي ليلة لم تنم فيها، وكنت خائفاً منها؟
أنا لم أفكر بالموضوع من منطلق شخصية سعودية وشخصية «إسرائيلية». لكن زيارتي المنطقة «وادي رم» كونت عندي (INTERACTION) بهذه الطريقة. فقلت لم لا نضع شخصيةً مثل هذه، ونناقش الوضع، من خلال شخصية رامي الناشط المصري وماذا سيكون إحساسه؟. فقط. لا شيء سياسي وددت تمريره.

لكن هناك علاقة إعجاب نمت بين الشخصيتين؟
أولاً شخصية زي (فهد البتيري) كشخصية متعددة العلاقات النسائية وكونه «دي جي»، فمهما كانت جنسية الفتاة فالموضوع واحد بالنسبة له.

هل تتوقع أن يثير هذا المشهد النقاد في العالم العربي وهل سنرى المشهد في التلفزيون؟
أنا لا أحس أنه سيقطع، لكن إن أرادوا قطعه سيكلموني.

هل كنت تصنع فيلماً سياسياً؟
لا.

لكن في الفيلم كثير من السياسة فلو تناولنا الجنسيات بالتحليل ستجد سورياً راح في رحلة مع أصدقاءه، ويشعر بالذنب تجاه شاب لبناني استشهد في العدوان على لبنان 2006، مع صديق مصري وسعودي. هذا يمكن فهمه أن سوريا لا تكون بأمان دون مصر والسعودية؟
لقد كنت أحس أنه من المستحيل أن يدخل أبطالي سوريا ولا أتكلم عما حدث لو كنت عربياً أو حتى أجنبياً. أنا لم أقل من الصح أو الخطأ. أنا قدمت روايتي الطرفين، وفي الوقت نفسه أضع الشخصيات في موقع يغيرهم. الفيلم كوميدي لكن في سوريا كان لا بد من أن ياخذ الموضوع منحى مختلف. وفي المشهد مع سامر المصري الموقف مضحك ومؤلم في الوقت نفسه، وهذا كان خياري الفني، وأنا لست سياسياً.

أضف تعليق