نور الشريف.. ارتدى البدلة البيضاء وحلّق مع عصافيره!

1484140_258881150930203_253579826_n نور الشريف في صباح مراكشي متحدثا اليّ

حين التقيته في ديسمبر الماضي في دبي، كان المرض قد نال منه، ونحل بشكل لافت، وكان قلبي ينعصر لرؤيته على هذه الحال واحاول متعمدا أن أجّمد ارتجاف صوتي كلما هممت بالتكلم اليه. الا أن أمرين بدا لي أنهما لم، ولن، يبهتا فيه: ذهنه المتقد وروحه النبيلة. رغم ذلك، تأثرت كثيرا لمرضه، آنذاك، وأردت أن أحفظ له في ذاكرتي الى الأبد ذكرى جميلة جمعتنا ذات يوم في مراكش، في صباح شتوي عطري، كان يشرب شايه ويطعم العصافير ويصورها بكاميرا محمولة، ويقرأ: الرجل ذو البذلة البيضاء للنيادو.

أسمعته أغنية “يا جارة الوادي” بصوت فيروز، فتذكر أنه ذات يوم حاصره الثلج في سهل البقاع في السبعينيات.

ثم بدأنا محادثة دامت ساعتين تطرقت الى عبد الناصر والطبقة الوسطى والفلسفة والتصوف والسينما الايطالية والمسرح ومصر وأحلامه المقبلة.

وداعا نور الشريف. وعذرا أنني لم ارسل لك ما طلبته مني في لقائنا الاخير. كنت فقط أضعف من أكتب لك رسالة وداع.. قبل أوانها!

سأتذكرك دوما تضحك لي بينما سيجارتك مشتعلة وعصافيرك تلعب حولك وتقول:” سنكمل الحديث.. ذات مرة”!

لعلك الآن أصبحت أنت.. الرجل بالبدلة البيضاء في أمكنة بيضاء.. مثلك.. مثل روحك!

أضف تعليق